القاهرة: إيجي بلس ـ مجتمع
تعيش الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أجواء احتفالية مبهجة بمناسبة عيد القيامة المجيد، وسط حضور كبير من الشخصيات العامة والمواطنين من مختلف أطياف المجتمع المصري، وقد فتحت أبواب الكاتدرائية منذ الساعة الثامنة صباحًا لاستقبال المهنئين، حيث توافد الآباء الأساقفة والكهنة وأعداد كبيرة من أبناء الكنيسة لتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وشهدت الساعات الأولى من صباح اليوم توافد عدد من المسؤولين والفنانين والرياضيين، إلى جانب حضور لافت لمحافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، وعدد من أعضاء مجلس النواب ورؤساء الجامعات، الذين حرصوا على مشاركة الأقباط فرحتهم بهذه المناسبة الدينية المهمة، ويُعد عيد القيامة المجيد من أقدس الأعياد المسيحية، ويأتي بعد صيام طويل استمر نحو 55 يومًا، تخلله أسبوع الآلام وسبت النور، واختُتم بقداس العيد الذي ترأسه البابا تواضروس، مساء أمس.
وعلى صعيد التنظيم، لوحظ وجود تأمين مشدد وتنظيم دقيق داخل محيط الكاتدرائية وخارجها، حيث تنتشر قوات الأمن وسيارات الإسعاف بشكل منسق لضمان سلامة الزوار والمشاركين في الاحتفالات، وبدت الحركة المرورية في محيط العباسية منظمة، ما يعكس استعدادًا عاليًا من قبل أجهزة الدولة لتأمين مثل هذه المناسبات الكبرى.
ورصدت عدسة “التلفاز” مشاهد مؤثرة للتلاحم الوطني، إذ حرص العديد من المسلمين والأسر المصرية على التوجه إلى الكاتدرائية لتقديم التهاني لإخوانهم المسيحيين، في مشهد يعكس وحدة الشعب المصري وترابط نسيجه الوطني، حيث تتجلى مظاهر المحبة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد.
ومن أمام كنيسة بطريرك الأرمن الأرثوذكس بحي الظاهر، إنّه وسط أجواء من الروحانية والمحبة، شهدت بطريركية الأرمن الأرثوذكس في منطقة الظاهر صباح اليوم احتفالات مهيبة بعيد القيامة المجيد، أعظم الأعياد المسيحية على الإطلاق، فقد دقت أجراس الكنائس في مصر والعالم الأرثوذكسي في تمام العاشرة صباحاً، إيذانًا ببدء قداس العيد الذي يرمز، وفقًا للعقيدة المسيحية، إلى الخلاص والسلام والانتصار على الظلام بذكرى قيامة السيد المسيح.
وامتلأت القاعة امتلأت بالمصلين من مختلف الأعمار والفئات، وسط طقوس دينية تتنوع بين الطوائف لكنها تتوحد في معناها العميق، كما حضرت وفود رسمية ودينية لتقديم التهاني، من بينها ممثلون عن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إلى جانب محافظ القاهرة، في مشهد يعكس روح التآخي بين أبناء الوطن الواحد.
وعقب انتهاء القداس، اجتمعت الأسر القبطية لتناول وجبة الغداء التقليدية بعد صيام دام 55 يومًا، هو الصوم الكبير، في جو يسوده الدفء الأسري والمودة، لافتةً، إلى مشاركة الأطفال بفرحة غامرة في الاحتفال، وسط تواجد لافت لمواطنين مسلمين جاءوا لتقديم التهاني، مما يجسد روح التعايش والمحبة بين مختلف أبناء الشعب المصري.
وعلى صعيد التأمين، فقد شهد محيط الكنيسة تأميناً مكثفاً على أعلى مستوى، ساهم في تنظيم دخول وخروج المصلين والمهنئين بسلاسة، كما لوحظت سيولة مرورية ملحوظة في الشوارع المؤدية إلى الكنيسة بفضل جهود رجال المرور وتنظيمهم الدقيق”.
يُذكر أن عيد القيامة المجيد هذا العام جاء موحداً بين كنائس الإسكندرية وروما، حيث اتفقت على تحديده كأول أحد يعقب أول اكتمال للقمر بعد الاعتدال الربيعي، وبعد عيد الفصح اليهودي، وتستمر الاحتفالات طوال اليوم، لتتوج أسبوع الآلام الذي بدأ بأحد الشعانين وانتهى بسبت النور، وصولاً إلى هذا اليوم الذي تتجلى فيه فرحة القيامة في قلوب المسيحيين”.